تركيا تعتقل منفذ هجوم على ملهى ليلي في رأس السنة
الثلاثاء 19 ربيع الثاني 1438ﻫ 17-1-2017م

 

الجزيرة برس -من دارين باتلراسطنبول (رويترز) – ألقت السلطات التركية القبض على المسلح الذي قتل 39 شخصا في ملهى ليلي في اسطنبول في رأس السنة وهو من أوزبكستان وقالت السلطات إنه تلقى تدريبا في أفغانستان وإن من الواضح أنه نفذ الهجوم باسم تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال واصب شاهين محافظ اسطنبول إن هذا الرجل اسمه عبد القادر ماشاريبوف. وألقت الشرطة القبض عليه خلال مداهمة في وقت متأخر يوم الاثنين في مخبأ بضاحية نائية في اسطنبول بعد عملية بحث استمرت أسبوعين.

وقال شاهين في مؤتمر صحفي إن ماشاريبوف الذي ألقي القبض عليه مع أربعة آخرين أقر بذنبه وتطابقت بصماته مع البصمات التي وجدت في مكان الهجوم.

وأضاف “يعرف أربع لغات وتلقى تعليما جيدا.” مشيرا إلى أنه ولد عام 1983 في أوزبكستان وتلقى تدريبا في أفغانستان.

وقال إن هناك دلائل قوية على أنه دخل تركيا بشكل غير قانوني عبر الحدود الشرقية في يناير كانون الثاني عام 2016 ومن الواضح أن الهجوم نُفذ نيابة عن تنظيم الدولة الإسلامية.

وأعلن التنظيم المتشدد المسؤولية بعد يوم من الهجوم وقال إنه انتقام بسبب التدخل العسكري التركي في سوريا.

وألقي القبض على ماشاريبوف مع رجل عراقي وثلاث نساء من أفريقيا إحداهن من مصر في حي إسن يورت على المشارف الغربية لاسطنبول على بعد 30 كيلومترا تقريبا من ملهى رينا الذي استهدفه الهجوم.

وقال شاهين إنه تم أيضا ضبط مسدسين وشرائح هاتف محمول وطائرتين بدون طيار ومبلغ نقدي قيمته 197 ألف دولار.

ونشرت وكالة دوجان للأنباء صورة لمن قالت إنه المهاجم مصاب بكدمة في عينه وجرح فوق حاجبه ووجهه وقميصه مخضبان بالدماء. وبثت لقطات تظهر رجال شرطة يرتدون الزي المدني يقتادون رجلا يرتدي سترة بيضاء اللون إلى سيارة.

وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أنه يجري استجواب المشتبه به في مقر شرطة اسطنبول وأن أناسا آخرين اعتقلوا في مداهمات في أنحاء المدينة استهدفت خلايا أوزبكية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

 

* ودعنا وغادر

غير المسلح عناوينه مرارا على ما يبدو قبل وبعد تنفيذ الهجوم. وبالبقاء في اسطنبول فر من عملية بحث استمرت 16 يوما شملت عمليات في مدن امتدت من أزمير على ساحل بحر إيجه إلى قونية في وسط البلاد وخطاي القريبة من الحدود الجنوبية مع سوريا.

وقال شاهين “رصدنا خمسة عناوين وقمنا بعمليات فيها. عثرنا عليه في أحدها.”

وأضاف أن ماشاريبوف والآخرين الذين ألقي القبض عليهم معه يوم الاثنين انتقلوا إلى العنوان الموجود في إسن يورت قبل نحو ثلاثة أيام.

وقال الجيران في المبنى السكني الحديث المكون من خمسة طوابق حيث تم ضبطه إنهم لم يلتقوا به أبدا على الرغم من أنهم شاهدوا النساء الأفريقيات المقيمات معه. وقالت امرأة تقطن أسفله مباشرة لرويترز إن الشقة كان يقطنها سبعة أو ثمانية سوريون من قبل لكنهم تركوها نهاية الصيف الماضي.

وقال حاكم اسطنبول إن ماشاريبوف استأجر في البداية شقة في حي باشاكشهر وهو ضاحية نائية أخرى في اسطنبول قبل تغيير عنوانه قبل يوم أو يومين من الهجوم.

وقالت صحيفة حريت إن المتهم متزوج وله طفلان وإنه يحمل جنسية أوزبكية-طاجكية مزدوجة ويتحدث الروسية والعربية والصينية والتركية إضافة إلى الأوزبكية وإنه تلقى تدريبا لمدة عامين في أفغانستان وباكستان ويعتقد أنه دخل تركيا عن طريق إيران.

وأضافت الصحيفة أن زوجته احتجزت في الأسبوع الماضي في مداهمة في حي مالتيبي الواقع في الشطر الآسيوي من اسطنبول وأن ابنتهما التي تبلغ من العمر عاما ونصف العام نقلت لدار رعاية.

ونقلت الصحيفة عن الزوجة قولها في بيان للشرطة “ودعنا وغادر المنزل (ليلة الهجوم).”

وقال شاهين إن نحو 50 شخصا احتجزوا في مداهمات شملت 152 عنوانا منذ حادث إطلاق النار وإن المحققين حللوا مقاطع مصورة مدتها 7200 ساعة في إطار عملية البحث فيما تلقت الشرطة أكثر من ألفي بلاغ.

 

*الحرب على الإرهاب ستستمر

قال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة على حسابه على تويتر “أهنئ شرطتنا التي أمسكت بمرتكب مذبحة أورتاكوي.”

وأضاف “حربنا مع الإرهاب والقوى التي تقف وراءه ستستمر حتى النهاية.”

وكان المهاجم اقتحم ملهي رينا الليلي في الساعات المبكرة من أول أيام العام الجديد مسلحا ببندقية آلية وفتح النار على رواده وأعاد حشو البندقية ست مرات وأطلق النار على الجرحى الراقدين على الأرض.

وكان من بين القتلى أتراك وزوار من عدة بلدان عربية إضافة إلى الهند وكندا.

وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي هي جزء من تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبدأت توغلا في سوريا المجاورة في أغسطس آب الماضي لإبعاد المتشددين والمقاتلين الأكراد عن حدودها.

واُتهم التنظيم المتشدد بالمسؤولية عن ست هجمات على الأقل استهدفت مدنيين في تركيا على مدار الثمانية عشر شهرا الماضية. لكن إلى جانب الاغتيالات يعد هجوم العام الجديد هو الأول الذي يعلن التنظيم المسؤولية عنه مباشرة.

جاء الهجوم الذي وقع في حي أورتاكوي الراقي المطل على البوسفور بعد عام شهدت فيه تركيا سلسلة هجمات نفذها متشددون ومقاتلون أكراد وكذلك محاولة إنقلاب.

 

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن الهجوم الذي استهدف ملهى ترتاده شخصيات محلية معروفة وأجانب أثرياء يهدف لإثارة انقسام داخل البلد ذي الأغلبية السنية