إيران تحتجز 10 بحارة أمريكيين والبيت الأبيض يتوقع عودتهم سريعا
الأربعاء 3 ربيع الثاني 1437ﻫ 13-1-2016م

 

من فيل ستيورات وباريسا حافظي

الجزيرة برس- واشنطن (رويترز) – احتجزت إيران عشرة بحارة أمريكيين على متن زورقين تابعين للبحرية الأمريكية في الخليج يوم الثلاثاء في واقعة هزت الأعصاب قبيل أيام من التنفيذ المتوقع للاتفاق النووي التاريخي مع طهران.

وفي وقت متأخر يوم الثلاثاء قال مسؤول عسكري أمريكي إن خططا وضعت لإيران لإعادة البحارة الأمريكيين العشرة لسفينة تابعة للبحرية الأمريكية في المياه الدولية صباح اليوم الأربعاء.

ووصف مسؤولون أمريكيون وإيرانيون البحارة بأنهم بحالة جيدة ويتلقون معاملة جيدة. وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن البحارة وهم تسعة رجال وامرأة كانوا على متن الزورقين.

وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض لشبكة سي.إن.إن “تلقينا تأكيدات من الإيرانيين أن البحارة بخير وأنه سيسمح لهم بمواصلة الرحلة على الفور.”

وأكدت وسائل إعلام إيرانية احتجاز الأمريكيين العشرة. وقالت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء “احتجزت القوات البحرية للحرس الثوري الزورقين الأمريكيين بعد أن دخلا مسافة كيلومترين في المياه الإقليمية الإيرانية.”

وأضافت الوكالة أن مسؤولين من إيران والولايات المتحدة يتفاوضون للإفراج عن البحارة.

جاءت أنباء الواقعة قبل ساعات من إلقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما آخر خطاب له عن حالة الاتحاد للكونجرس الأمريكي قبل أن يترك منصبه في يناير كانون الثاني 2017.

ولم يذكر أوباما احتجاز البحارة في الخطاب الذي استمر ساعة لكنه ذكر الاتفاق النووي مع طهران قائلا إن “العالم تجنب حربا أخرى.”

ويتوقع البيت الأبيض حل مسألة البحارة المحتجزين سريعا.

وبدت واشنطن وطهران حريصتين على عدم السماح لهذا الحادث بالتصاعد أكثر وسعى الجانبان لانفراجة جزئية في السنوات الأخيرة.

وجعل أوباما وهو ديمقراطي الاتفاق النووي الإيراني محورا لسياسته الخارجية في حين يهاجمه الجمهوريون الذين يتنافسون على خلافته بسبب الاتفاق.

وفي الوقت نفسه تحرص إيران على التخلص من العقوبات الاقتصادية بموجب الاتفاق النووي الذي ابرمته مع القوى العالمية الست في يوليو تموز. وقد يبدأ التنفيذ الرسمي للاتفاق في الأيام المقبلة بعد أن وافقت إيران على اتخاذ خطوات لتقييد أنشطتها النووية.

وقال مسؤول أمريكي أخر إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن البحارة الأمريكيين سيسمح لهم بمواصلة رحلتهم على الفور.

ومع ذلك فإن احتجاز البحارة سلط الضوء على إمكانية وقوع اشتباكات قد تخرج الدبلوماسية عن مسارها لاسيما في الممرات الملاحية المتوترة والمزدحمة في الخليج.

ويبقى ما حدث بدقة للزورقين الأمريكيين غير واضح.

وفي وقت سابق قال مسؤول عسكري أمريكي كبير إن الولايات المتحدة فقدت الاتصال بزورقين صغيرين كانا في طريقهما من الكويت إلى البحرين.

وقال مسؤول أمريكي أخر إن مشكلات تقنية ربما عطلت أحد الزورقين مما أدى إلى جنوحهما عن غير عمد للمياه الإقليمية الإيرانية.

 

* البحارة بخير

وأكد الحرس الثوري الإيراني في بيان أنه احتجز الزورقين وقال إن البحارة بخير وبصحة جيدة. وأضاف أن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول كانت قريبة من موقع احتجاز الزورقين.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن البحارة كانوا على متن زورقين نهريين. ويبلغ طول الزوارق النهرية 38 قدما وهي زوارق سريعة تستخدمها البحرية الأمريكية ومشاة البحرية لعمل دوريات في الأنهار والمياه الساحلية.

واستغل مسؤولون جمهوريون ومرشحون محتملون للرئاسة يعارضون الاتفاق النووي الإيراني الواقعة لانتقاد أوباما.

وقال رجل الأعمال دونالد ترامب الذي يتصدر الجمهوريين المتقدين لخوض سباق الرئاسة لحشد انتخابي في ولاية أيوا “إنها مجرد إشارة للجحيم الذي نحن مقبلون عليه. أعني أنني آمل إطلاق سراحهم سريعا.” وتجرى انتخابات الرئاسة الأمريكية في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني.

واحتجاز البحارة أحدث واقعة بين القوات الأمريكية والإيرانية في الخليج في الأسابيع الأخيرة.

وفي الشهر الماضي قالت البحرية الأمريكية إن سفينة تابعة للحرس الثوري الإيراني أطلقت صواريخ غير موجهة يوم 26 ديسمبر كانون الأول قرب سفن حربية بينها حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان في مضيق هرمز. ونفت إيران أن السفينة قامت بذلك.

وفي حوادث مماثلة سابقة احتجزت إيران بحارة ومشاة بحرية بريطانيين.

وفي يونيو حزيران 2004 احتجزت إيران ستة من مشاة البحرية الملكية واثنين من أفراد البحرية كانوا ضمن قوة تقودها الولايات المتحدة في العراق بعد أن دخلوا المياه الإقليمية الإيرانية مما أثار توترات دبلوماسية بين البلدين. وعقب مفاوضات اطلق سراح الثمانية بعد ثلاثة أيام.

وفي مارس آذار 2007 احتجزت قوات إيرانية 15 جنديا بريطانيا وثمانية بحارة من البحرية الملكية وسبعة من مشاة البحرية في شط العرب الذي يفصل إيران والعراق مما أثار أزمة دبلوماسية في وقت تصاعدت فيه التوترات بشأن الطموحات النووية لطهران. واحتجز هؤلاء لمدة 13 يوما.

 

وفي نوفمبر تشرين الثاني 2009 احتجزت سفن تابعة للبحرية الإيرانية خمسة بريطانيين على يخت سباقات وهم في طريقهم من البحرين إلى دبي. واطلق سراحهم بعد أسبوع.