أمير قطر يسلم السلطة لابنه
السبت 20 شعبان 1434ﻫ 29-6-2013م

 

الجزيرة بر س -الدوحة (رويترز) – سلم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد السلطة يوم الثلاثاء إلى ابنه الشيخ تميم وهي خطوة يندر ان يقدم عليها طواعية حاكم في منطقة الخليج العربية في مسعى لضمان انتقال سلس للسلطة.

ويعيش في الدولة الصغيرة مليونا نسمة. وهي أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المُسال في العالم وتملك استثمارات كبيرة في أنحاء العالم.

واحتشد آلاف القطريين في الديوان الاميري في العاصمة الدوحة لمبايعة الشيخ تميم (33 عاما) بعد اعلان الشيخ حمد (61 عاما) تسليم السلطة.

وفي بث حي على شاشة التلفزيون القطري لكلمة استغرقت سبع دقائق قال الشيخ حمد انه حان الوقت كي يتسلم جيل جديد زمام السلطة بعد ان بقى على رأس الدولة 18 عاما.

وقال الشيخ حمد “منذ ان ترعرعت على أرض قطر والله يعلم اني ما أردت السلطة في ذاتها ولا سعيت اليها من دوافع شخصية بل هي مصلحة الوطن أملت علينا ان نعبر به الى مرحلة جديدة ولقد حان الوقت ان نفتح صفحة جديدة أخرى في مسيرة وطننا يتولى فيها جيل جديد المسؤولية بطاقاتهم المتوثبة.”

وأضاف “أنني اليوم أخاطبكم كي أعلن أنني أسلم مقاليد الحكم للشيخ تميم بن حمد ال ثاني وانا على قناعة تامة أنه أهل للمسؤولية جدير بالثقة وقادر على حمل الامانة وتأدية الرسالة.”

لكن لم يورد الشيخ حمد في كلمته أي ذكر مباشر لرئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وهو سياسي مخضرم كان متوقعا على نطاق واسع أن يتنحى أيضا.

وقال محللون سياسيون في الخليج إنهم لا يتوقعون تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية او الداخلية لقطر بعد نقل السلطة وأضافوا ان الشيخ تميم شارك بالفعل في إدارة البلاد بتوجيهات من والده.

وقال مسؤول قطري في وقت سابق ان نقل السلطة سينفذ فور الاعلان عنه.

وعرض التلفزيون الحكومي في وقت لاحق صورا للقطريين مصطفين لمصافحة الامير الجديد ووالده.

وعشية نقل السلطة أصدر الشيخ حمد مرسوما مدد فترة مجلس الشورى وهو ما يعني فعليا تأجيل الانتخابات الى أجل غير مسمى بعد ان كانت مقررة مبدئيا في النصف الثاني من العام.

وكان دبلوماسيون قالوا في وقت سابق إن الشيخ حمد الذي نحى والده عام 1995 كان يعتزم منذ وقت طويل التنازل عن الحكم لولي عهده.

وأعلن يوم الثلاثاء عطلة رسمية في قطر التي تحكمها أسرة الامير منذ أكثر من 130 عاما.

وسارعت حكومات دول المنطقة ومنها إيران والسعودية والامارات العربية المتحدة إلى الترحيب بالأمير الجديد.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ان طهران تعتبر “الهدوء والاستقرار” في قطر مهما جدا.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في بيان انه يتطلع لعلاقات أقوى مع قطر التي حصلت على استقلالها عن بريطانيا عام 1971.

وحرص أمير قطر على رفع المكانة الدولية لبلاده من خلال اطلاق وتطوير شبكة الجزيرة التلفزيونية بالاضافة الى نجاحه في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.

وذكرت وسائل الاعلام القطرية ان الشيخ حمد أخطر رسميا أفراد عائلته وكبار المسؤولين في الدولة بقرار تسليم السلطة للشيخ تميم خلال اجتماع عقد في الدوحة يوم الاثنين.

وقال دبلوماسيون عرب وغربيون انهم يفهمون ان الدافع هو رغبة الأمير في انتقال سلس للسلطة إلى الجيل الشاب وهو شيء غير معهود في منطقة الخليج.

وقال كرستيان اولريتشسن خبير الشؤون القطرية في معهد بيكر للسياسات العامة “لان تسلم تميم جاء نتاج عملية طويلة لا نتيجة مفروضة لاضطراب مفاجيء فالحساسية ستكون أقل فيما يتعلق بتغيير الزعامة مقارنة بما كان يمكن ان يحدث في حالة أخرى.

“قرار تسليم السلطة الى جيل شاب يؤكد وضع قطر المختلف اقليميا كدولة تنجز الامور بشكل مختلف وهو ما يعني ان المقارنة المباشرة بينها وبين باقي دول الخليج محدودة.”

ولعبت قطر دورا بارزا في تشجيع احتجاجات الربيع العربي وقدمت دعما كبيرا للمعارضين الذين أطاحوا بمعمر القذافي وقتلوه عام 2011 وللانتفاضة المستمرة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وأقامت قطر علاقات قوية مع اسلاميين معتدلين خاصة جماعة الاخوان المسلمين الحاكمة في مصر. وعرض التلفزيون القطري لقطة للداعية السني المصري البارز يوسف القرضاوي المقيم في قطر وهو يحيي الشيخ حمد والشيخ تميم.

واستضافت قطر أيضا وفدا من حركة طالبان الافغانية الذي افتتح مكتبا في العاصمة الدوحة الاسبوع الماضي تمهيدا لمحادثات متوقعة مع الولايات المتحدة لانهاء الصراع المستمر منذ 12 عاما في أفغانستان.

وتعاملت قطر ايضا مع الازمات السياسية والحروب في كل من اليمن والصومال ولبنان واقليم دارفور والمناطق الفلسطينية وكثيرا ما ترتب محادثات سلام على أراضيها في محاولة لاثبات انه يمكنها معالجة أمور تبين مدى ثقلها في الدبلوماسية الدولية.

لكن رغم مساندته لانتفاضات الربيع العربي كبح الشيخ حمد المعارضة في قطر وقيد حرية التعبير.

وفي فبراير شباط الماضي صدر حكم بسجن شاعر قطري 15 عاما لانتقاده أمير البلاد ولتحريضه على الثورة.

لكن مشاعر الربيع العربي لا تكاد تظهر في قطر صاحبة احد أكبر معدلات الدخل للفرد في العالم والتي يتمتع مواطنوها بنظام رفاهية اجتماعي من المهد إلى اللحد.

وقال القطريون إن الشيخ تميم يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة.

وقال خالد راشد محمد (34 عاما) بعدما صافح الامير الجديد “أبلغنا بأنه سيبذل قصارى جهده لمواصلة التنمية في بلاده. بدا سعيدا.

 

“المهمة ليست سهلة. المهمة ثقيلة.